عدد المساهمات : 297 تاريخ التسجيل : 15/06/2009 العمر : 29
موضوع: كيف قتلت ( فاجـ ع ـهـ ) !!! السبت يونيو 20, 2009 2:15 pm
لا أعلم من أين أبدأ ،، ولا أعلم كيف أبدأ ،، فاجعة مؤلمة ،، لها وقع كبير ليس في نفسي الضعيفة فقط ،، بل في نفس كل من عاشها أو سمع بها ..
قصة ،، واقعية ،، عايشناها بمرارة .. وسنظل نحمل هذه المرارة ما حيينا ..
عندما يتجرد الإنسان من كل ذرة للإنسانية فيه ،، ويتحول لمجرد كائن حي بلا تفكير ولا ضمير .. حتى أغبى من الحيوان .. ولا أعلم حقا أهو حي أم لا ~
تعودت كل جمعة أن أقضي وقتا ممتعا مع بنات العائلة ،، فمرة نذهب في رحلة إلى صالون التجميل .. ومرة إلى البحر ،، ولكن هذه المرة .. اختلف المقصد تماما .. واختلف الانطباع كليا ..
هذه ليست بالقصة الرسمية ،، وليست تقرير شاهد أو شرطة ،، ولست أدعي بأني أعرف كل صغيرة وكبيرة فيها ،، للقصة عدة نسخ .. وعدة أوجه .. وكلٌ يرويها بتغيير عدة تفاصيل ،، وهنا أنا لا أطرحها كقصة صحيحة 100 % ،، ولكن هذا ما يرويه الأهالي .. وهذا ما يتناقله رجال الشرطة ،، وهذا تقريبا هو الصحيح 99% ..
فتاة جميلة ،، لا تتجاوز التاسعة عشر من العمر ،، بريئة ،، مؤدبة .. وقمة في الأخلاق .. هذا رأي كل من روى .. وكل من حكى .. وكل من عايشها .. ابتلاها رب العالمين بزوج .. من أقاربها .. وتحديدا ابن خالها .. لم يكن يريدها كما يقول ،، وجعل عدم الرغبة هذا سببا لتعذيبها حتى الموت ،،
كيف لإنسان أن يحمل زوجته في منتصف الليل إلى مكان مقفر بين الجبال ؟! كيف له أن يضربها ويضربها وهي تقاوم .. تصرخ .. ترتجي الرحمة ؟! كيف استطاع أن يطعنها بأدوات حااادة مؤلمة بهذا الشكل ؟ كيف لعاقل أن يخطط لجريمة قتل بهذا القبح ؟! كيف له أن يراها تفر منه .. وتفر .. و كيف له أن يركض ورائها بسرعة .. وبإرادة .. وهي تركض لحياتها .. تركض بكل ما أوتيت من قوة . وكادت أن تنفذ .. ولكن أراد الله أن تتعثر وتسقط .. لينهال عليها ضربا بالصخور ،، مهشما رأسها بلا رحمة .. كيف له أن يحملها إلى "بقايا بئر" .. أو حفرة مهجورة في وسط اللا مكان .. ويلقيها بكل قسوة .. ويسكب عليها مادة حمضية مذيبة .. ليختم مسلسل تصرفاته الـ ... حقا لا أجد لها وصفا ..
كيف يمكن للشيطان أن يتلبس الإنسان بهذا الشكل ؟! كيف له أن يتحول إلى وحش كاسر لا يحكمه دين ولا ضمير ولا أهل ولا خوف من أي شي ؟ كيف له وهو الشرطي الذي أقسم على حماية وطنه وأهله ؟ كيف له وهو الرجل الهادئ البعيد عن المشاكل "كما يقولون " !!! كيف له أن يتركها تصرخ وتئن في منتصف الليل في حفرة عمقها يقارب 25 مترا وهي مجروحة ،، محروقة ،، متألمة .. تتمنى الموت على أن تعيش هذا العذاب .. كيف له أن يتركها في حفرة مهجورة قد تحوي الحشرات ،، الثعابين ،، وحتى الجن .. وهي تنزف ؟! كيف له أن يعود لمنزله ويكمل مسرحيته الوحشية ويبعث برسالة نصية من هاتفها .. ليجعلها تبدو كالهاربة .. وليلوث سمعتها ويحاول الفرار بفعلته ؟ كيف له أن ينام !! كيـــف ؟!! هذا مالا أستطيع فهمه لو شرح لي مليارات المرات !!!!!!!!!!
كيف له أن يصحو صباحا ليبلغ أهله بأن زوجته العزيزة "شردت" ؟!! كيف له أن يتظاهر بالبحث عنها ويذهب للبئر ويسمعها تئن .. وتئن .. وتئن .. ويعود لسيارته ويبتعد بها بكل برود وقسوة وتحجر .. أقسم أن الحجر لم يكن ليفعل ما فعله ..
كيف له ؟!؟!
لو وزعنا ما كان فيه من قسوة وبرود وصلابة على العالم كله لرأيناه بااااردا شاحبا !!
كيف له أن يعيد تمثيل جريمته بذلك البرود الذي حكوا عنه .. وهو يعلم أنها ظلت تنزف وتتألم وتئن لمدة تتجاوز العشر ساعات .. كيف له أن يمثلها بلا ندم .. وهو يرى تحطم أهلها والناس أمامه .. ولا يبالي ؟!!
كيف له أن يجاوب على أسئلة الشرطة ؟!
كيف له ؟ عندما يسأل إن كان قد رأى منها ما يعيب أو ويسيء له .. أن يجاوب بكل حقارة : إنها أشرف إنسانة رأيتها في حياتي !!!!!!!!
وهل عرفت الشرف أنت يا أحقر حقير ؟
رحلتنا التي تحدثت عنها فالبداية .. كانت رحلة إلى مسرح هذه الجريمة ..
اقتادنا فضولنا للذهاب خلسة .. والبحث عن هذا البئر .. لا نعلم أين مكانه .. ولكننا سمعنا .. أنه عند كذا وكذا .. وبين كذا وكذا ..
ليستغرق بحثنا وقتا أطول من المتوقع .. ونحوص في المنطقة كلها ذهابا وإيابا .. ولم نجده .. وقارب وقت الأذان .. حتى رأيناه بالصدفة ..
مجرد حفرة صغيــــرة جدا ،، مظلمة .. عميـــقة لا نرى لها نهاية .. تطلبت معرفة عمقها أن نرمي حجرا لننتظر سماع صوت ارتطامه بالأرض .. لنقدر عمقها الكبير ..
لا يحيط بهذه الحفرة شيء ... مجرد بقايا شريط أصفر كتب عليه "انتبه !! " يعود للشرطة ..
طيرته الريح منذ عدة أيام عن موقعه الأصلي .. ليسقط بعيدا عن موقع الجريمة .. ويتركها حفرة مجردة ..
لم تردم .. ولم تغطى .. ولم يتغير بها أي شي ..
لترسم أكبر علامة استفهام تليها عدة علامات تعجب .. أين رجال الأمن ؟!
لماذا ؟ أيريدون أن تعاد الكرة ؟ أم يرون أن نسبة النساء كثيرة هذه الأيام .. ولابد أن تلقى عدة نساء فيها أيضا ؟
هذه الحفرة .. حوافها تحمل بعض الدماء اليابسة .. بعضها تبدو كمسحة أصابع مليئة بالدماء .. وبعضها تدل على أنها تطايرت بعد ضربة قوية .. لترسم على الحجر دليلا لمدى الشناعة التي من الممكن أن يصل لها الإنسان .. وقريبا من ذلك البئر .. بقعة أو اثنتين .. لمادة اختلطت بالرمل وجفت .. تبدو صفراء اللون .. استنتجنا أنها الحمض ..
وقريبا أيضا ،، يرتسم خط طويل .. يبهت لونه قليلا .. يبين المسار الذي سحب فيه ذلك المجرم ضحيته من بعيد .. ليلقيها بلا إحساس ..
صدمنا حقا .. فمسرح الجريمة أشنع مما توقعنا .. ومعالمه أقسى من أن تزول من ذاكرتنا ما حيينا ..
وعدنا أدراجنا .. بصمت .. وبألم .. وبعلامات تعجب واستفهام .. وعلامات جديدة لم توجد بعد بين العلامات ..
قالت إحدانا : لم أسمع أحدا أبدا يقول : سامحه الله ....؟
ويحك ؟ وهل استحق هذا الدعاء ؟ هل فكر فالله قبل أو أثناء .. أو على الأقل بعد جريمته النكراء ؟ لا سامحه الله ..
لعنه الله .. عسى الله أن يجعله عبرة لكل من تسول له نفسه أن ينفذ أحكام إعدام في الناس .. فالحياة والموت من الله ولله .. وليس لأحد سواه أن يتخذ القرار في إنهاء حياة أي شخص .. مهما كان الدافع أو السبب ..
وما ذنبها تلك المسكينة ؟ ما الذي اقترفته يداها البريئتان سوى أنها لم تؤذ شخصا في حياتها ؟؟ ولم تفعل ما يسيء ؟
ولكن ،، سيشهد الصخر ،، وسيشهد الرمل ،، وستشهد كل قطرة دم نزفت .. وسيشهد كل طير وكل حيوان شاهد تلك الفعلة النكراء .. وأين المفر من غضب الله وعذابه يا مجرم !!
((مهــا)) ،،
غفر الله لك بعدد كل قطرة نزفتيها ،، غفر الله لك بعدد كل ذرة حرقت فيك ..
غفر الله لك عدد كل صرخة وكل دمعة وكل جرح ..
غفر الله لك .. وعساه أن يعوضك دارا خيرا من دارك .. وأهلا خيرا من أهلك .. وزوجا خيرا من زوجك ..
اللهم اجعل ثواب صبرها الجنة .. اللهم اجعله الفردوس الأعلى يا رزاق يا قادر ياكريم .. اللهم صبر أهلها .. اللهم ثبتهم .. اللهم اغفر لهم عدد كل غصة حارت فيهم ..
اللهم انتقم لهم يا عزيز يا منتقم .. اللهم اجمعهم بها في جنات النعيم .. يا رب العالمين ..
أعلم أنني أطلت كثيرا ،،
ولكنها مجرد فضفضة لما في داخلي من ألم .. من قهر .. من مشاعر لا أعلم لها تفسيرا ..
لم نستطع النوم بالأمس .. ولا أعلم هل سأستطيع النوم اليوم وغدا ،،
ولكن مصيرنا إلى النسيان ..
و ستبقين يا مها جرحا فينا .. يوجعنا كلما ذكر اسمك .. وكلما أبحر بنا قارب السرحان ،،
منقول من عضو في منتدى اخر وهو من اهل الفتاة الله يرحمها ويغفر لها..!